ما خلق الله ذلك الذي تقدم من الشمس والقمر وأَحوالهما إلا مقرونا بالحق، مراعى فيه الحكمة والمصلحة، فلم يخلقه عبثا ولا باطلا.
﴿يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾:
يفصل الله تعالى هذه الآيات الكونية وغيرها مما اشتمل عليه القرآن الكريم، يفصلها لقوم من ذوى العلم والعقل ليتدبروها ويؤمنوا بمبدعها، ويمتثلوا أَمره ويجتنبوا نهيه.
بعد أَن بين آياته ونعمه في الشمس والقمر، عقَّبها بالإِشارة إِلى آياته في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السموات والأرض.
والمعنى: إن في تعاقب الليل والنهار، وكون كل منهما خلفا للآخر، وفي اختلافهما بالظلام والضياءِ، ليكون الليل بظلامه قرارًا والنهار بنوره نشورًا، وفي تمايزهما بالزيادة والنقصان بالتداول بينهما - إن في ذلك كله - وفيما خلق الله في السموات والأرض من بدائع رائعة، ومنافع كثيرة، ونعم شاملة لآيات شاهدات بوجود الصانع ووحدته، وكمال علمه وقدرته ووافر فضله ورحمته لقوم يتقون المعاطب تنبههم إلى طريق السلامة.