أَي ويعبد هؤلاء المشركون من أهل مكة غير الله أَصنامًا جعلوها له سبحانه شركاءَ في العبادة في حين أنها لا تستطيع أَن تلحق بهم ضررًا ولا أَن تجلب لهم نفعا، وشأْن المعبود أن يكون قادرًا على الضر والنفع.
أي ويقول هؤلاء المشركون تبريرًا لعبادتهم لها: هؤلاءِ الأوثان شُفَعَاؤُنَا في الحياة الدنيا نتوسل بها إِلى الله لإصلاح معاشنا وكل ما يهمنا من شئون هذه الحياة، وشفعاؤنا في الآخرة إن كان هناك بعث أَو نشور كما زعمتم، يشفعون لنا في تخفيف العقاب عنا.
وبهذا التأْويل ظهر أنه لا تنافى بين ما فهم من هذه الآية وبين الآيات الدالة على إِنكارهم البعث كقوله تعالى: ﴿وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ﴾ وأمثاله.
وحال هؤلاء المشركين إِن دل على شيءٍ فإنَّما يدل على فرط جهالتهم وفظاعة حماقتهم، إذ تركوا اللجوءَ إِلى الخالق النافع الضار، وتوسلوا بما يقطع الحس والنظر بأَنه لا يضر ولا ينفع.
ثم أمر الله تعالى، رسوله ﷺ أَن يقول لهم تبكيتًا وتقريعًا:
أَي قل أَيها الرسول لهؤلاءِ الحمقى إنكارًا عليهم وتوبيخا لهم، وسخرية منهم، أتخبرون الله تعالى بشئٍ لا وجود له أصلًا في السموات ولا في الأرض، وهو أَن الاصنام شفعاؤُكم