والمعنى وقال الذين آمنوا بموسى مستجيبين له في صدق إيمان، وإخلاص يقين، ومن غير إبطاءٍ ولا تردد - على الله وحده اعتمدنا في نصره لنا ودفع الأذى عنا، وإنقاذنا من ظلم الظالمين، وإِعانتنا في كل ما يهمنا من شئون الدنيا وأُمور الآخرة: وفي مبادرتهم إلى إجابة هذا النداءِ، دليل واضح على رسوخ إِيمانهم وقوة إسلامهم، ومصداق لإخلاصهم في التوكل على الله، وقد فزعوا إليه سبحانه بالدعاءِ قائلين: ﴿رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾: أي ربنا لا تجعلنا موضع فتنة لهؤلاءِ القوم الظالمين فلا تسلطهم علينا تعذيبًا ووعيدا ومضايقة فيفتنونا عن ديننا.
أَي وأَنقذنا برحمتك وعطفك من هؤلاء القوم الكافرين بك - إِن هم أرادونا بسوءٍ - فنحن لا قدرة لنا على دفعهم لضعفنا وقوتهم، ومن أظلَّتهم حمايتك، فلا سلطان لجبار عليهم.