جاءَت هذه الآية، لزيادة تأْكيد ما جاءَ في الآيات السابقة، فقد نهى الله فيها رسوله ﷺ عن الاتجاه في دعائه وعبادته، إلا إِليه وحده لأنه سبحانه هو الذي يملك جلب المنافع ودفع المضار، أَما الآلهة المزعومة، فلا تملك أَنْ تنفع ذاتها أَو أن تدفع الضر عنها، فكيف تملك لغيرها نفعًا أَو ضرًّا؟!
الخطاب - هنا وفيما سبق - موجه للمسلمين عامة في جميع العصور، وإن بدا في لفظه إِلى شخص النبي ﷺ والمعنى: إن دعوت من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإنك تكون - حينئذ - من الظالمين لأَنفسهم بالشرك. واستعمال أَداة الشرط (إن) تفيد استبعاد أن يدعو الرسول والمؤمنون غير الله - تعالى - بعد إيمانهم به ﷾.
والآية تنهى نهيًا حاسمًا، عن الاتجاه بالدعاء إلى غير الله، كائنا ما كان كما جَاءَ في الحديث الشريف. الذي ذكرت فيه وصية الرسول ﷺ لابن عمه عبد الله بن عباس ﵄:"وإذا سألت فأسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشئٍ، لم ينفعوك إِلا بشئٍ قد كتبه الله لك. وإن اجتمعوا على أَن يضروك بشئٍ لم يضروك إلا بشئٍ قد كتبه الله عليك. رفعت الأَقلام وجفت الصحف". أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.