أي إن فرعون كما كان قدوة للكفار من قومه جميعًا في الضلال في دار الدنيا، كذلك بتقدمهم إِلى النار يوم القيامة وهم يتبعونه.
وأَصل الورد لغة: الماء الذي يرده الناس ليرتووا منه ويطفئوا به ظمأهم، وقد دلت الآية على فساد رأى فرعون وسوء حاله حيث قادهم إِلى النار وبئس الورد الذي يردونه لأن الورد إنما يراد لتسكين العطش وتبريد الأكباد والنار على ضد ذلك، ولو أنه قادهم إِلى الحق لنجَّى نفسه وقومه، ولكن صدق الله إذ يقول: ﴿وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ﴾.
وأنما عبر بالماضى في قوله: ﴿فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ﴾ بدل التعبير بالمضارع "يُورِدُهُم" المفيد لحصول ذلك في المستقبل للإيذان بتحقق هذا الوعيد. وحمل بعضهم الآية على ظاهرها وهو أنهم وردوا النار فعلا منذ موتهم استنادًا إلى قوله تعالى: ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (٤٦)﴾ (١).