﴿تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾: الإشارة إلى آيات هذه السورة، والمراد بالكتاب القرآن عامة والمبين من أَبان اللازم بمعنى بان وظهر، أي الظاههر أَمره في كونه حقا من عند الله، أو الواضح في معانه وأَغراضه.
أو هو من أبان غيره أَي أظهره، فهو يظهر حقائق الدين ومصالح الدنيا لمن تلاه وتدبر ما فيه. قال تعالى: ﴿مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ﴾. ولا مانع من أن يكون المعنى عاما يشمل كل ذلك فيكون ظاهرًا في نفسه مظهرًا لغيره من الحقائق.
والمعنى: تلك الآيات الواردة في هذه السورة آيات من الكتاب الواضح في كونه من عند الله، الظاهر في معانيه وأغراضه، الموضح لحقائق الدين الحق، ومصالح الدنيا والآخرة.
ولما وصف الكتاب بما يدل على الشرف الذاتي من بعد منزلته ورفعة بيانه وحسن إبانته عقب ذلك بما يدل على الشرف الإضافى فقال:
٢ - ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾: أي إنا أنزلنا هذا الكتاب على محمد قرآنا عربيا لتستطيعوا قراءته وتعقله وفهمه أيها العرب، وتكونوا دعاة لشرائعه في الأمة العربية وغيرها.
آيات القرآن الكريم معجزة في جميع صورها، سواءٌ أوردت في صيغة خطابية أَم جدلية أم قصصية، والقصَص التربوى بصفة عامة يعطينا صورًا واضحة للفضائل والرذائل، حتى تترك آثارها العميقة في أغوار النفوس البشرية فتقبل على الفضائل لحسن عاقبتها، وتدبر عن الرذائل لقبح مصيرها.
وقد ساق الله القصص القرآنية، لنستفيد من روايتها مكارم الأخلاق ونتعظ بعظاتها وعبرها، حتى نكون بمأمن من عثرات الحياة ومنجاة من أَخطار الدنيا والآخرة، وسورة يوسف مليئة بالعظات والعبر، فلهذا تعتبر بحق أحسن القصص كما وصفها الله تعالى