للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فإِن قيل كيف رضي بنيامين بذلك مع ما فيه من زيادة الحزن على أبيه، وكيف ينسب يوسف السرقة إِلى إِخوته وهم برآءُ منها.

والجواب عن الأول: أَن الحزن كان قد غلب على يعقوب بفقد يوسف فلا يؤَثر فيه كثيرا فَقْدُ بنيامين، ولهذا لمَّا لَمْ يَعُدْ بنيامين لم يذكر يعقوبُ سوى يوسف، إِذ قال: (يَا أَسَفَا عَلَى يُوسُفَ).

والجواب عن الثاني: أَنهم قد سرقوا يوسف من أَبيه والقوه في الجب، ولذا قيل إِنكم لسارقون ولم يعين لهم ما سرقوه.

٧١ - ﴿قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ﴾:

أَي قال إِخوة يوسف وقد أَقبلوا على من ينادونهم ويتهمونهم بالسرقة ماذا ضاع منكم حتى اتهمتونا بسرقة؟

٧٢ - ﴿قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ﴾:

أَي قال هؤُلاءِ المنادون نفقد سقاية الملك الثمينة التي يشرب بها، ويطلق صواعَ.

(وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ):

أَي وقال من آذنهم وأَعلمهم بأَنهم سارقون - تلطفا معهم ومنعا لإِحراجهم بتفتيش جهازهم، وإِثبات السرقة عليهم - قال لهم -: سيكون لمن جاءَ بصواع الملك من تلقاءِ نفسه قبل التفتيش حمل بعير من الطعام مكأَفاة له على إِظهاره، فربما وجد في رحالهم اتفاقا من غير قصد، فلذا يكافأُ من جاءَ به وعثر عليه، وأَكد المنادى تحقيق هذا الوعد بقوله وأَنا بتحقيقه زعيم أَي ضمين وكفيل.