شبهت حال الماكرين برسلهم في تدبير مكايدهم التي أرادوا بها الإيقاع برسل الله وفي إبطال الله تعالى تلك الحيل والمكايد، وجعلها أسبابًا لهلاكهم، بحال قوم بنوا بنيانا، وعمدوه بالأساطين، فأُتِيَ ذلك البنيان من قبل أساطينه، بأن تداعت فسقط عليهم السقف من فوقهم فهلكوا.
أي أتاهم الهلاك والدمار من جهة بنيانهم الذي أقاموه ضد الرسل، وقد كانوا يظنون أنه محكم بحيث لا يأتيهم من جهته ما يؤذيهم، فخيب الله ظنهم وجعله سبب هلاكهم في دنياهم.
وكذلك أنتم يا أهل مكة، أحكمتم أمركم ضد القرآن العظيم، وقلتم فيه ما قلتم ومن جملته أنه أساطير الأولين، فسيأتيكم العذاب في الدنيا من حيث لا تحتسبون كما فعل الله بمن قبلكم، إن ظللتم على كفركم.
أي ثم يوم قيام الناس من قبورهم لحساب ربهم يذل الله المشركين بعذاب الخزى على رءوس الأشهاد، ويقول لهم تفضيحا وتوبيخا: أين شركائى في الألوهية الذين كنتم تخاصمون الأنبياء والمؤمنين في شأنهم، فاستحضروهم ليشفعوا لكم أو لينقذوكم إن كنتم صادقين في مزاعمكم نحوهم، وهيهات أن يجدوهم شافعين أو منفذين بل لائمين مكذبين.
أي قال الذين أوتوا العلم من أهل الموقف وهم الأنبياء والمؤمنون اللذين كانوا يدعونهم إلى التوحيد ويقيمون لهم أدلته - قالوا لهم - شماتة بهم وتحقيقا لما توعدوهم به: إن الفضيحة والذل والهوان اليوم علي الكافرين بالله ورسله وآياته.