٩ - وبينت أَنه لو كان معه آلهة كما يقولون لطلبوا سبيلا إلى صاحب العرش لينازعوه في ملكه كما يفعل الشركاءُ، وبذلك تفسد السماوات والأرض، ولكنها لم تفسد فانتفى بذلك وجود شركاء له تعالى، وثبت أنه هو الذي تسبح له السماوات والأرض دون سواه.
١٠ - كما بينت أَن النبي ﷺ إذا قرأَ القرآن على من يجحدون الآخرة لم يفقهوه، وولوا على أدبارهم نفورا لكفرهم وإعراضهم، ووصفوه بأنه رجل مسحور، وأَنكروا أَن تبعث العظام والرفات، مع أَنهم لو تحولوا وصاروا حجارة أَو حديدا أو غير ذلك، فإنه تعالى يعيدهم كما فطرهم أول مرة.
١١ - وتضمنت أنه تعالى فضل بعض النبيين على بعض، ومن أَمارات هذا التفضيل أن يكون لهم كتب خاصة بهم، كداود ﵇، حيث آتاه الله زبورا.
١٢ - وبينت أن شركاء المشركين لا يملكون كشف التفسير عنهم إذا دعوهم، وأَن المعبودات العاقلة التي يعبدونها لا تقرهم على عبادتهم لها؛ لأنها تتبارى في طلب الوسائل أيها أقرب في الوصول إلى رضا الله تعالى، يرجون رحمته ويخشون عذابه، كما هو الشأن في الملائكة التي يعبدونها ومن على نهجهم من البشر.
١٣ - وتضمنت أنه تعالى لم يحقق لهم ما طلبوه من الآيات الكونية حتى لا يهلكهم بالكفر بها، كما أهلك أمثالهم ممن كذبوا رسله قبلهم.
١٤ - وأَنه تعالى أمر ملائكته بالسجود لآدم، وأن إبليس تكبر على أن يسجد له وقد خلق من طين، وأن إبليس توعد ذريته بإغوائهم إلا قليلًا منهم، وهم المؤمنون الصالحون الذين قال الله فيهم: ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا﴾.
١٥ - وأنه تعالى كرم بني آدم ورزقهم من الطيبات وفضلهم على كثير من خلقه، ولذا كلفهم بعبادته، وأنه سيدعو كل أُمة بإمامها يوم القيامة، وإمام كل أمة كتابها، فيقال يأهل القرآن يأهل التوراة ماذا فعلتم بكتابكم؟ أو إِمامهم نبيهم، ويعطي كل واحد منهم كتابه فيعرف منه مصيره.