ما يطلبون أَو لم تمنحهم ما يؤملون، وذلك لعسر أصابك، أو فقر نزل بك، وأنت تتطلع وترجو من، ربك أن ييسِّر لك ويفرج كربك، واثقًا بفضله طامعا في رحمته - إن أَعرضت عن هؤلاء لذلك - فاعتذر لهم بالقول الطيب والكلام اللين والدعاء، مع الوعد الجميل ببرهم، عندما يزول عذرك، لتسر نفوسهم وتفتح باب الرجاء أَمامهم، وهذا تأديب وتوجيه يبقى المودة ويديم الألفة بين المؤمنين ولله در هذا الشاعر حيث يقول:
أَمرنا الله فيما تقدم بالإنفاق في البر، جاءت هذه الآية ليعلمنا الله أَدب إنفاق المال، فنهانا - سبحانه - عن البخل والشح وعن الانطلاق في البذل.
والمعنى: ولا تجعل يدك - كالمغلولة الممنوعة بالغُلّ عن الانبساط في الإنفاق، بل تَعوَّدْ بسط اليد والسخاء والجود حتى لا يلومك ويعتب عليك أَهلك، ويذمك من يعرفك من أصابك وعشيرتك، ويمَلكَ اهلك وولدك ويتمنوا هَلَاككَ، ولا تسرف في الإنفاق وتتجاوز الحد، فتكون كمن بسط يده ونشرها فضاع ما كان فيها من مال، بل تدبر أَمر مستقبلك أنت ومن تعول حتى لا تضيعهم فترجع ملوما من الله تعالى ومن الناس ومن نفسك إذا احتجت كما تصير بهذا الإسراف كليلا منقطعا، كالذى بلغ الغاية في التعب والإعياء، فلم يستطع مواصلة سيره، فعليك أَن تكون وسطا بين الإفراط والتفريط، متصفا بصفات عباد الرحمن الذين قال الله فيهم: ﴿الَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا﴾ ويلاحظ أن الإسراف قد يؤدى إِلى الإثم إن أَضاع العيال، قال ﷺ:"كَفَى بِالْمَرء إثمًا أَنْ يُضَيِّع منْ يَعُول".
أي إن بسط الرزق وتوسعته وقبضه ليس لك ولا هو من شأنك أيها المربوب الضعيف الذي لا تعلم أمر نفسك وما يصلحها، ولا تقدر على تدبير شأنك من غير معونة ربك، فهو الذي