أي كل ذلك المذكور في الأوامر والنواهي السابقة من الخصال كان السيء منه مكروها في حكم الله وشرعه، فدع ما نهاك عنه واستمسك بما أمرك به حتى لا تكون مبغضا من الله، وبعيدًا عن رضوانه ورحمته.
أي ذلك المذكور من الآداب. والأحكام التي جاءت في الآيات المتقدمة، هو ما أنزله إليك وحيا، وجعله من الأمور المحكمة التي لا يتطرق إليها النسخ، فهي موجودة في جميع شرائع الله، لأنها جامعة لكل أدب وخير ففيها محاسن الأخلاق ومحامد الشيم فلا تنسخ ولا تتغير باختلاف الشرائع.
﴿وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا﴾: أي واحذر أيها المكلف أن تتخذ مع الله إلها غيره ﴿إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ إن فعلت ذلك فقد حق عليك أن ترمي وتطرح في نار جهنم في مهانة وذلة، وأنت معلوم من نفسك على ما اقترفت وملوم من الملائكة خزنة جهنم حين تعنفك فتقول لك ولأمثالك: ﴿أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا﴾ فتجيبون بذلة ومهانة وتقولون: