فيدخل فيه كل عمل جادٍّ لخدمة الإِسلام والذود عنه بالنفس والمال والمقال، وكل عمل ينصر حقا أَو يدفع باطلا. أَو يعاون محتاجا أو ينشر علمًا - وقال الجمهور هي الكلمات المأثور فضلها: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إِلا بالله العلى العظيم. خرجه مالك في موطئه عن عمارة بن صياد عن سعيد بن المسيب أنه سمعه يقول في الباقيات الصالحات: إنها قول العبد الله أكبر وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وأخرج الإمام أَحمد والحاكم وصححه، وغيرهما عن أبي سعيد الخدرى أن رسول الله ﷺ قال:
(استكثروا من الباقيات الصالحات. قيل وما هي يا رسول الله قال: التكبير والتهليل والتسبيح والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله).
وهناك أَقوال أخرى في معنى الباقيات الصالحات، وحسبنا ما ذكرناه.
ويدخل في عموم معنى الباقيات الصالحات. أعمال فقراء المؤمنين الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي دخولا أوليًّا، فإن لهم من كل نوع من أنواع الخيرات الحظ الأوفر، وتلك الأعمال باقية دائمة لبقاء عوائدها عند فناء ما تطمح إليه النفس من حُظوظ الدنيا، وحسبها أنها عند ربك وفي كنفه. وتتحقق خيريتها في ثواب جزيل يعود على صاحبها، وأمل عظيم ينال به في الآخرة ما كان يؤمله في الدنيا، كما يشير إلى ذلك قوله جل شأنه: ﴿خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا﴾، أما زينة الدنيا من المال والبنين فليس لها ذلك إذ هي مضمحلة زائلة حيث نسبت إِلى الحياة الدنيا وهي بما فيها ومن فيها إِلى فناء، فمن اهتم بزينتها وقصَّر في عمل الآخرة. باء بالخيبة والخسران.
وتقديم المال في الآية على البنين لأن الزينة به أظهر، وهوميسور لكل أَحد، في أَي وقت وحين غالبًا.