للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(١) جمهور المفسرين علي أن العبد الصالح هو الخضر، وقيل اليَسَع وقيل إلياس، قال الآلوسي: والحق الذي تشهد له الأخبار الصحيحة هو الأول.

ولقب بالخضر، استنادا إِلى ما رواه الترمذي بسند صحيح عن أَبي هريرة عن النبي : "إنما سُمي الخضِر لأنه جلس علي فروة بيضاء فاهْتزَّت تحته خضْراء" ومثل ذلك رواه البخاري بسنده.

(٢) قد يعجب بعض الناس من أَن يحتاج موسى وهو كليم الله ورسوله إلى مَنْ يتعلَّم منه العِلم، وليس هذا موضع عجيب فإن الله ﴿يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ (١) لحكم يعلمها.

روى الشيخان والترمذي عن سعيد بن جبير قال: "قلت لابن عباس إن نوفلا لبكالى يزعم أن موسى صاحب الخضرِ ليس هو موسى صاحب بني إسرائيل فقال: كذب عدو الله، حدثني أُبَيُّ بن كعب أنه سمع النبي يقول: "إن موسى قام خطيبا في بني إسرائيل فسُئِل: أيُّ الناس أعلم؟ قال: أنا. فعتب الله عليه إذ لم يَرُدُّ العلم إِليه، فأوحى الله إِليه إن لي عبْدًا بمجمع البحرين هو أعلم منك، قال موسى: يا رب فكيف لي به؟ قال تأخذ معك حوتا في مِكْتل فحيثما فقدْت الحوت فهُو ثَمَّ، فأخذ حوتا في مِكْتل ثم انطلق ومعه فتاه يوشع بن نون .... " وذكر الحديث، والمكتل وعاء مصنوع من الخوص يحفظ فيه المتاع.

(٣) كثير من العلماء يقولون إِن الخضر حَيٌّ، وقد أَجمع الصوفية على حياته إلى الآن كما نقله النووى عنهم، وقد استدلوا بأخبار غير مقطوع بها، ومنها ما أخرجه الدارقطني في الأفراد بسنده عن ابن عباس أنه قال: "الخضر ابن آدم من صلبه، ونُسِيءَ له في أَجله حتى يكذِّبَ الدجال" ومثله لا يقال من قِبل الرأي.


(١) سورة البقرة: الآية ١٠٥