يرشد الله نبيه ﷺ في هذه الآية إلى أن يأمر أهله بالمداومة على أَداء الصلاة والمحافظة عليها في أوقاتها المحددة لها، ليكون في ذلك إرشاد لأُمته فتعلم أنها مأْمورة بذلك بطريق الأَولى.
والمعنى: وأمر أهلك أيها الرسول بالصلاة، واصطبر أَنت على أَدائها وملازمتها، ونحن حين نكلفك بالصلاة لا نسألك أن ترزق نفسك، نحن نكفل رزقك فنحققه لك وأَنت تقوم بها، وذلك بتهيئة أَسبابه، وإعانتك على تحصيله، فأنت وسعيك ورزقك من صنع ربك، فلن تعوقك الصلاة المفروضة عن تحصيله في وقت الفراغ، والعاقبة المحمودة لأَهل التقوى الذين يصلون، وعلى ربهم يتوكلون وهم يعملون.
وقد ائتمر أصحاب رسول الله ﷺ، بما أمر الله رسوله وأهله، فكانوا يصلون كما يصلى، ويفزعون إليها في ضيقهم، كما يفزع، أخرج الطبرانى في الأَوسط وأبو النعيم في الحيلة، والبيهقى في شعب الإيمان بسند صحيح عن عبد الله بن سلام قال:(كان النبي ﷺ إذا نزلت بأهله شدة أو ضيق أمرهم بالصلاة، وتلا: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ … ﴾ الآية.
وأخرج مالك والبيهقى عن أسلم قال: (كان عمر بن الخطاب يصلى من الليل ما شاء الله تعالى أن يصلى حتى إذا كان آخر الليل أيقظ أهله للصلاة، ويقول لهم: الصلاة الصلاة، ويتلو هذه الآية ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ﴾ ".
ويصح أن يراد من أهل الرسول من آمن به من المؤمنين، كما في قوله تعالى للوط: