يعني: ولكن البر الذي يحق الاهتمام بشأنه، والجد في تحصيله، هو في: إيمان مَن آمن بالله وحده، إيمانًا بريئًا من شائبة الشرك، لا إيمان اليهود الذين أشركوا بقولهم: عُزير ابن الله، ولا إيمان النصارى الذين أشركوا بقولهم: المسيح ابن الله، لأن نسبة ابن إليه - تعالى - نوع من الإشراك به.
والبر الحقيقي أيضًا في: تصديق من صدق بالله واليوم الآخر، وما فيه من جزاءِ كل امريءِ على حسب عمله، إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، وأن المشركين هم أصحاب النار خالدين فيها أبدًا، لا كما زعم اليهود: أن النار لن تمسَّهم إلا أيامًا معدودات. وأن آباءَهم الأنبياء يشفعون لهم. فهم خالدون في جهنم، لا يبرحونها، لشركهم بالله، وكذا النصارى، فهم على شاكلتهم.
وفي: إيمان من آمن بالملائكة، وأنهم عباد الله المكرمون لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يُؤمرون، وأنهم سفراء الله إلى أنبيائه ورسله، وأن حبهم جميعًا واجب، وأن عداوتهم أو عداوة بعضهم كفر، كما حديث من اليهود لجبريل ﵇.
وفي: إيمان من آمن بالكتب السماوية كلها، فلا يقولون: نؤمن ببعض ونكفر ببعض، كما فعل اليهود والنصارى، إذ كفروا جميعًا بالقرآن، وكفر اليهود بالإنجيل.
وفي: تصديق من آمن بالنبيين جميعًا، دون تفرقة بين أحد منهم، لا كما فعل أهل الكتابين، بالنسبة لمحمد ﷺ وكما فعل اليهود بالنسبة إلى عيسى ﵇.