للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أعمالكم، ومنها إطعام المساكين من لحومها، وقد حث النبي على الإِخلاص في الأَعمال والقربات، كما جاءَ في حديث مسلم "إِن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إِلى أَموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأَعمالكم".

﴿كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ﴾: أَي مثل هذا التسخير العجيب سخرها لكم، وجعلها منقادة خاضعة. فلا تستعصى عليكم مع ضخامتها.

وكرر - سبحانه - الامتنان على عباده بتذليلها لهم وتمكينهم منها تذكيرا لهم بتلك النعمة العظيمة التي تفضل بها عليهم.

﴿لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ﴾: أَي لتعرفوا عظمته باقتداره على ما لا يقدر عليه أَحد من هدايتكم إِلى طريقة تسخيرها، وإِرشادكم إِلى الانتفاع والتقرب بها فتفردوه بالعبادة؛ شكرا له على هدايتكم لذلك.

وقيل: لتكبروا الله عند الذبح، وقد أُمروا بالتسمية في قوله تعالى: ﴿فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ﴾ وكان ابن عمر يجمع بينهما إِذا نحر هديه فيقول: باسم الله والله أكبر وهذا من فقهه .

﴿وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ﴾: أَي وبشر - أيها النبي - المحسنين في أَعمالهم، بالإِخلاص فيها، والقيام بها كما شرعه الله تعالى من غير مَنٍّ ولا أَذى، وعن ابن عباس: هم الموحدون.