الأبواب والستور، كما أطلقتة الآية الكريمة، ويشير إلى ذلك ختم الآية بقوله سبحانه: ﴿كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾.
وقال السدى في سبب نزول الآية: كان أناس من الصحابة ﵃ يحبون أن يواقعوا نساءهم في هذه الساعات ليغتسلوا ثم يخرجوا إلى الصلاة، فأمرهم الله أن يأمروا المملوكين والغلمان أَلا يدخلوا عليهم في تلك الساعات إلا بإذن.
وقال مقاتل بن حيان: بلغنا - والله أَعلم - أَن رجلا من الانصار وامرأَته أسماء بنت مَرْثَد، صنعا للنبي ﷺ طعامًا، فجعل الناس يدخلون بغير إذن، فقالت أسماءُ: يا رسول الله، ما أَقبح هذا، إنه ليَدْخُل على المرأة وزوجها وهما في ثوب واحد غلامهما بغير إذن، فأُنْزِل في ذلك: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ … ﴾ الآية.
﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ﴾: أَي ليس عليكم أَيها المؤمنون والمؤمنات حرج في أن يدخل عليكم عبيدكم وإماؤُكم وأَطفالكم الذين لم يبلغوا الحلم في غير هذه الأوقات؛ لأنكم تكونون حينئذ متسترين محتاطِين، مستعدين لدخولهم عليكم، لكي يقضوا حاجاتكم، ولذا علل نفى الجناح بقوله:
﴿طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾: أَي: هم طوافون عليكم بحوائج البيت، بعضكم طائف على بعض.
ولا يخفى ما في هذا التعبير القرآنى الجليل من جبر خواطر المماليك، بجعلهم بعضًا من سادتهم المخاطبين، وبذلك يقوى أمر العِلِّية، ثم ختم الله الآية بقوله:
﴿كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾: أي مثل ذلك البيان الواضح يبين الله لكم سائر آيات الأحكام، والله عليم بمصالح عباده، حكيم في تشريعه.
المعنى الإجمالي للآية: يا أيها المؤمنون والمؤمنات يجب عليكم أن تأمروا عبيدكم وإماءكم وأولادكم المميزين الذين لم يصلوا إلى سِنِّ البلوغ بالاحتلام، أن يستأذنوا في الدخول