﴿وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾: جواب من جهته تعالى عن قولهم: ﴿إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا﴾ وردٌّ لما ينبئ عنه، ويشير إليه من نسْبته ﵊ إِلى الضلال في ضمن إِضلاله إِياهم.
أَي: وسوف يعلمون البتة؛ حين يرون العذاب يوم القيامه على كفرهم، وعنادهم، من هو الضال، ومن هو المهتدى، وأَنهم قد باعوا أُخراهم بدنياهم.
وفي الآية تنبيه؛ على أَنه تعالى إِن أَمهلهم فإنه لا يهملهم.
تعجيب لرسوله ﷺ من شناعة تمسك أُولئك المشركين بشركهم، وإِصرارهم عليه؛ بعد حكايته قبائحهم من الأَقوال والأَفعال، التي باءُوا بإِثمها، وبيان ما ينتظرهم من سوءِ المصير، وتنبيه على أَن ذلك من الغرابة؛ بحيث يجب أَن يرى ويتعجب منه (١).
أَي: أَرأَيت منْ جعل هواه إِلها لنفسه، بأَن أَطاعه فيما يأْتى ويذر، وبنى عليه أَمر دينه، مُعرضًا عن البرهان الساطع، والحجة القاطعة، فهو لا يرى معبودًا إلاَّ هواه؟ والمعنى: انظر إِليه وتعجب منه.
﴿أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا﴾: استبعاد لكونه ﷺ حفيظًا على من اتبع هواه، يحفظه من متابعة هواه، ويرده عن عبادة ما يهواه، أَي: ليست ضلالته وهداه موكولتين إلى مشيئتك لترده إلى الإِيمان: وتحفضه من الفساد، وإِنما الذي وُكل إِليك هو الإِنذار، والتبليغ وقد فعلت.