ثم حكت السورة قصة هود مع نبيهم صالح وكفرهم … وتآمرهم على قتله وأَن الله عاقبهم على مكرهم بإِهلاكهم أَجمعين وأَنجى صالحا ومن معه من المؤمنين.
وذكرت قصة قوم لوط، وقد جاء فيها لومه إياهم على إتيانهم الرجال شهوة من دون النساء: ﴿فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾: أَي يتنزهون عن أَفعالنا ولا يرضونها لأَنفسهم، فأَنجاه الله وأَهله المؤمنين، وأهلك سواهم من الكافرين وفيهم امرأَته.
ثم ناقشت المشركين وقارنت بين معبوداتهم الضعيفة وبين الله الواحد القهار، وبدأت المناقشة بقوله تعالى: ﴿آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ وبينت آثار قدرة الله ونعمه: فذكرت أَنه خلق السموات والأرض وأَنزل من السماء ماءً فأَنبت به حدائق ذات بهجة، وأَنه جعل الأرض قرارًا وجعل خلالها أَنهارًا، وجعل لها رواسي، وجعل بين البحرين حاجزًا دون أَن يكون مع الله إله في خلق هذه الكائنات والنعم العظيمة.
ثم عقبت ذلك ببيان كثير من النعم الجليلة التي لم ينعم بها سوى الله، وساءَلتهم في كل ذلك منكرة عليهم شركهم: ﴿أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ﴾.
ثم عابت عليهم شكهم في الآخرة وقولهم: ﴿أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ﴾ وزعمهم أَن أَمر الآخرة من أَساطير الَأولين، وردت عليهم بقوله تعالى: ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ﴾ ودعت نبيه ﷺ إِلى عدم الاهمام بإِعراضهم، فذكرت قول الله - تعالى -: ﴿وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ﴾ وتوعدتهم بقوله تعالى: ﴿قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ﴾ وبقوله: ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾.
ثم بينت أَن هذا القرآن يقص علي بني إِسرائيل أَكثر الذي هم فيه مختلفون، وأمرت النبي بالتوكل على الله بقوله - تعالى -: ﴿فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ﴾ وبينت