فخرج موسى ﵇ من مصر ممتثلًا نصح ذلك المؤمن خائفا يتوقع أن يتعرض له أعداؤد بالأذى في الطريق، يتلفت خشية أن يُدْرَك، يقول ضارعًا إلى الله ربه أن يحفظه وينجيه من اعتداء المعتدين، من فرعون وقومه.
ولما خرج موسى ﵇ فارًّا بنفسه منفردا خائفا، وصرف وجهه ناحية مدين - قرية شعيب - ورأى حاله من خلوه من زاد وغيره، وعدم معرفته بالطريق فوض أمره إلى الله - تعالى - راجيا أن يهديه الطريق الأقوم السوى - طريق الخير والنجاة - قال ابن عباس: خرج وليس له علم بالطريق إلاَّ حسن ظنه بربه، وقال ابن كثير: حقق الله له ما طلبه، وهداه إلى الصراط المستقيم في الدنيا والآخرة فجعله هاديا مهديا.