ولا يريدون بها عدوانًا وظلما يفسد عليهم حياتهم، والعاقبة المحمودة في شرع الله وحكمه للذين يتقون غضبه فيطيعون أمره، ويجتنبون نهيه، ويسالمون عباده.
جاء في حديث صحيح عن النبي ﷺ أنه قال:"يأيها الناس إني أُوحي إليّ أن تواضعوا، ألا فتواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد، ولا يفخر أحد على أحد، وكونوا عباد الله إخوانًا" أخرجه مسلم وأبو داود وابن ماجه، ومن أحب أن يتجمل بين الناس بنعم الله عليه فلا يعد هذا تعاليًا ولا كبًرا، فقد صح أن رجلًا قال: يا رسول الله، إني أُحب أَن يكون ردائي حسنًا ونعلى حسنة أفمن الكبر ذلك؟ فقال:"لا، إن الله جميل يحب الجمال" أخرجه الإِمام مسلم والإمام أحمد.
من جاء يوم الحساب والجزاء بالخصلة الحسنة عقيدة أو عملا، فله جزاء خير منها، حيث يضاعف الله ثوابها بحسب ما فيها من حسن النية والأداءِ، ومن جاء بالخصلة السيئة عقيدة أو عملا فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا بمثل ما كانوا يعملونه من السيئات دون زيادة عليهما، كما قال تعالى: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ﴾ (١).
وإنما قال: من جاء بالحسنة ومن جاء بالسيئة، ولم يقل: من عمل الحسنة ومن عمل السيئة للدلالة على أن استحقاق الثواب أو العقاب مستفاد من الخاتمة التي يجيء بها الإنسان لربه، لا من أول العمل، فمن أمضى عمره في الكفر ثم أسلم وحسن عمله فقد جاء ربَّهُ بالحسنة وله ثوابه، ومن أمضى عمره في الإيمان والعمل الصالح ثم كفر، فقد جاءَ ربه بالسيئة وله عقابه. نعوذ بالله من سوء الخاتمة.