فيردّ عليهم الذين آتاهم الله العلم من الملائكة والأنبياء والمؤمنين في الآخرة كما أقاموا عليهم حجة الله في الدنيا فيقولون لهم حين يحلفون ما لبثوا غير ساعة: لقد مكثتم في الدنيا فترة كافية للعمل الصالح، ولكنكم كفرتم، فسجلت أعمالكم في كتبه المسجلة لها إلى يوم البعث، فهذا يوم البعث الذي أَنكرتموه، ولكنكم كنتم تجهلون أنه حق، فتستعجلون به استهزاءً، وفي الآية دليل على فضل العلماء وعظيم قدرهم.
أي: فيوم إذْ يقع ما تقدم من خيف الكفار وقَوْلِ أُولي العلم لهم، وذلك يوم يقوم الناس لرب العالمين - فيومئذ - لا ينفع الَّذِين كفروا اعتذارهم عمَّا فعلوه من إنكارهم للبعث وتكذيبهم للرُّسل، ولا يُقَال لهم: أرْضُوا ربكم بتوبة وطاعة، كما كان يقال لهم ذلك في الدنيا؛ لفوات أوان العمل.
والآية الكريمة إخبار عن هول يوم القيامة وشدة أحواله على الكفرة بأنهم لا ينفعهم ولا ينجيهم من النار الاعتذار ولا يمنحون الرضا، بسبب كفرهم ومعاصيهم.