ولا مدخل لريبة، وبرفض مزاعم المشركين أن رسول الله افتراه من عنده، وبيان أنه الحق المنزل علية من ربه لينذر به قومه الذين لم يسبق لهم إنذار قبل بعثته، لأنه أول رسول أُرسل فيهم، فإن إسماعيل ﵇ كان قد أرسل إلى قبيلة جُرهُمَ وهم من العرب العاربة، وقد نشأت العرب المستعربة من ذريته مع جرهم، وفيهم أُرسل محمد ﷺ فهو أول رسول للعرب المستعربة.
ثم تنتقل الآيات بعد تقرير إرسال الرسول وإنزال القرآن عليه إلى ذكر دلائل من قدرة الله المتمثلة في خلق السموات والأرض، واستيلائه على عرشه، يدبر الأمر من السماء إلى الأرض، ليعرج إليه يوم القيامة، وهو العالم بكل شيء الذي أحسن كل شيء خَلَقه، وبدأ خلق الإنسان (آدم) من طين على وجه بديع، وفطرة عجيبة، ثم نسل منه ذريته، ونفخ فيها من روحه، وجعل لها السمع والأبصار والأفئدة لتتيسر لها وسائل الحياة فتشكر نعمه - تعالى - وتحمد فضله، ولكنها قليلًا ما تؤدي شكر ذلك.
ثم تعرض لحال المشركين واستبعادهم البعث بعد أن يموتوا وتتحلل أجزاؤهم، وتتيه في التراب وتضل في أجزاء الأرض، وتقرر أن الموت حق عليهم تتوفاهم الملائكة الموكلون بهم، ثم يرجعون إلى ربهم، ويبعثون ليوم عظيم يقفون فيه بين يدي الله خزايا يطلبون الرجوع إلى الدنيا ليتداركوا ما فات، وهيهات هيهات!!!!
ثم تذكر الآيات حكمة الله السامية في اختلاف أحوال الخلق بالإيمان والكفر - ولو شاء لآتى كل نفس هداها - ليكون لجهنم عمارها من الجِنّة والناس أجمعين، وليذوقوا عذاب الخلد بما كانوا يعملون، من الإشراك بربهم، ونسيان لقائه وجحد جزائه.
ثم تشيد الآيات بذكر المؤمنين الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع، وما أُعد لهم من نعيم مقيم: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ ثم تقرر الآيات أن إرسال الرسل وإنزال الكتب عليهم شأن قديم، وسنن طبعي لا يحتمل ريبة، وقد أنزل التوراة على موسى وكانت هدًى لبني إسرائيل، وكان منهم أئمة يهدون بأمر الله،