والمعنى: يا أيها الناس أنتم المحتاجون في أنفسكم إيجادا وإبقاءً، وفي حركاتكم وسكناتكم وفيما يَعنّ لكم من أموركم، أو خطب يُلِمُّ بكم، وهو - سبحانه - الغني بالذات عما سواه المحمود بكل لسان، لفيضِ إنعامه عليكم بعد فقركم إليه.
وفي توجيه الخطاب لجميع الناس تغليب للحاضرين منهم على الغائبين.
أي: إن يشأ يذهبكم - أيها العصاة - بإفنائكم وإبدالكم بخلق أطوع منكم وأزكى، ليسوا على طبيعتكم، بل مستمرون على طاعته وتوحيده، أو بأن يأتي بعالم غيركم لا تعرفونه، فإن غناه في الأزل بذاته لا بكم.
وتفسير "الجديد" بما ذكر مروى عن ابن عباس، وجملة ﴿إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ﴾ تقرير وتأكيد لاستغنانه - عن رجل - عنهم.
١٧ - ﴿وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ﴾:
المعنى: أن إذهابهم والإتيان بخلق جديد ليس علي الله بصعب أو متعذر، فهو - سبحانه - القادر المتصرف إذا أراد شيئًا قال: كن، فيكون.