أي: احبسوهم في الموقف إنهم مسئولون عن شركهم وخطاياهم، وهذا الحبس يكون للحساب قبل السوق إلى الجحيم وبعده يساقون إلى النار، ونص الآية يؤذن لأن هذا الموقف ليس للعفو عنهم ولا ليستريحوا بتأخير العذاب، بل ليسألوا عن أعمالهم وأقوالهم وأفعالهم.
وظاهر الآية: أن الحبس للسؤال بعد هدايتهم إلى طريق الجحيم، بمعنى تعريفهم إياه، ودلالتهم عليه، لا بمعنى إدخالهم فيه.
٢٥ - ﴿مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ﴾:
المعنى: يقال لهم - على جهة التقريع والتوبيخ -: ما لكم لا ينصر بعضكم بعضا فيمنعه من عذاب الله كما كنتم تزعمون في الدنيا.
وقيل: هذه الآية إشارة إلى قول أَبي جهل يوم بدر: نحن جميع منتصر.
والسؤال عن هذا في موقف المحاسبة بعد استيفاء حسابهم، والأمر بهدايتهم إلى الجحيم كما قيل: وتأخير السؤال إلى هذا الوقت، لأنه وقت تنجيز العذاب، وشدة الحاجة إلى النصرة، وحالة انقطاع الرَّجاء عنها بالكلية، والتوبيخ والتقريع حينئذ أشد وقعا وتأثيرا. والخطاب لهم ولآلهتهم أوْ لهم فحسب.
٢٦ - ﴿بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ﴾ أي: منقادون، وقال قتادة: مستسلمون لعذاب الله ﷿ بمعنى أن كلهم مستسلم غير منتصر.