وفي السورة يأْمر الله رسوله أَن يقول للكافرين المشركين به: إِنَّما أَنا منذر ولست إِلهًا، وما من إله إلاَّ الله الواحد القهَّار، رب السَّموات والأرض وما بينهما، مالك جميع ذلك، ومتصرف فيه، العزيز الغفار يغفر مع عظمته وعزته. قل لهم يا محمد: إِرسال الله إِيَّاي لكم خير عظيم وشأن بليغ هام أَنتم عنه مُعْرضون غافلون، لا تفكِّرون فيه، ولولا الوحي ما كنت أَدري باختلاف الملأ الأَعلى في شأن آدم ﵇ وخلقه وخلافته، وامتناع إبليس عن السجود له، ومحاجَّته ربه في تفضيله عليه.
وهذه القصة ذكرها الله في سورة "البَقَرة"، وفي أَول سورة "الأَعْرَافِ"، وفي سورة "الْحِجْر" وسورة "سبحان""والكَهْف" وذكرها القرآن هنا ليذكِّر الناس بما كان بين أَبيهم آدم وعدوِّه وعدُو الله إِبليس عليه اللَّعنة، وليعلموا أَن تكبُّره كان سببًا في طرده من رحمة الله إلى يوم القيامة.
وفي ختام السورة يقول الله - تعالى -: قل يا محمد لهؤُلاءِ المشركين: ما أَسأَلكم على هذا الإِبلاغ وهذا النصح أجرًا من عرض الحياة الدنيا، وما أنا من المتكلِّفين المتصنِّعين المدَّعين للنبوَّة، وما القرآن الذي نزل عليَّ إلاَّ تذكير وموعظة للعالمين، ولتعلمنَّ صحة خبره وصدق ما جاء به من وعد ووعيد، وبعث وجزاءٍ، وعلوم وآيات كونية بعد حين، عندما تُكشف الأَستار، وتُذاع الأَسرار أمام من لا تخفى عليه خافية في الأَرض ولا في السماء.