وبينت أنه - تعالى - أمر رسوله أن ينذر قومه: ﴿يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ﴾ وأنه - تعالى - يقضى بين عباده بالحق.
ثم بينت أن الله - تعالى - أهلك من قبل قريش من القرون المكذبة من هم أشد منهم قوة وآثارًا في الأرض، وأن عليهم أن يمروا بأرضهم ليتعظوا بما أصابهم، ثم حكى قصة فرعون مع موسى ﵇ وتكذيبه له، وقصة مؤمن آل فرعون ووعظه لقومه، وطلب فرعون من هامان أن يبنى له صرحًا، لعله يبلغ أسباب السموات فيطلع إلى إله موسى: ﴿وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ﴾ حيث وقى الله - تعالى - موسى سيئات ما مكر فرعون وقومه، وحاق بآل فرعون سوءُ العذاب.
ثم ذكرت أن الله - تعالى - أمر نبيه ﷺ بالصبر ووعده النصر فقال: ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ﴾.
وبينت أنه لا يستوى الكافر والمؤمن، كما لا يستوى الأعمى والبصير، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله تعالى قال: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ وذكرت بعض آيات الله في كونه، حيث جعل الليل ليسكنوا فيه والنهار مبصرًا، وجعل الأرض قرارًا. والسماء بناءً، وصوَّركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات، وأنه خلق عباده من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم أطفالًا ثم ليبلغوا أشدهم؛ ثم ليكونوا شيوخًا، ومنهم من يتوفى - من قبل.
ثم توعدت المكذبين والمجادلين في آيات الله بالأغلال في أعناقهم، والسلاسل يسحبون في الحميم، ثم في النار يسجرون.
ثم ذكرت أن الله أرسل رسلًا من قبل نبينا محمَّد ﷺ منهم من قصه الله عليه ومنهم من لم يقصصه عليه، وما كان لرسول أن يأتى بآية إلاَّ بإذن الله.
ثم بينت في ختامها أن الله عاقب مكذبي الرسل من قبل نبينا ﷺ وأنهم لما رأوا بأس الله آمنوا بالله وحده، وكفروا بما كانوا به مشركين: ﴿فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُون﴾.