هذه الآية من تتمة بشارتهم في الدنيا، يقولون لهم: نحن أَعوانكم في أموركم في الحياة الدنيا، نلهمكم الحق، ونرشدكم إلى ما فيه خيركم وصلاحكم، وأولياؤكم في الآخرة نمدكم بالشفاعة، ونتلقاكم بالكرامة، يقولون لهم ذلك في مقابل ما بين الكفرة وقرنائهم، من الإغواء في الدنيا والجدل والخصام في الآخرة - وقد مر بيانه - ويقولون لهم أيضًا: لكم في الآخرة ما تشتهى أَنفسكم من أنواع المتع والملذات ولكم ما تطلبون وتتمنون من الأُمور الروحانية وسواها.
وقيل المراد بما تدعون: ما تقولون إنه لكم فهو لكم بحكم ربكم.
٣٢ - ﴿نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ﴾:
المشهور أَن النُّزُلَ ما يُهَيَّأُ للنزيل - أَي: الضيف - ليأْكله حين نزوله، والمعنى: أَن هذا النعيم جعله الله ثوابا لهم من غفور لما فرط من ذنوبهم، رحيم بعباده حيث يعطى الجزيل في مقابل العمل القليل.