ويلاحظ أَن في المجرات ملايين الشموس والأَقمار وسائر الكواكب، وفيها أَكبر من شمسنا وقمرنا وأَرضنا، ولكن الله خاطب عباده بما تقع علية عيونهم وبما يعبدونه.
والضمير في "خلقهن" يرجع إلى الليل والنهار والشمس والقمر، وتأْنيث الضمير الراجع عليها مع أَن غالبها مذكر، باعتبار أَنها آيات، ولأَن كل جمع يصح تأْنيث ضميره، قال الناظم:
لا أُبالى بجمعهم … كل جمع مؤنث
وهذه الآية موضع سجدة بلا خلاف، واختلفوا في موضع السجود منها، فقال مالك: موضعه ﴿إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ لأَنه متصل بالأَمر، وقال ابن وهب والشافعى: موضعه ﴿وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ﴾ في الآية التالية، لأَنه تمام الكلام وغاية العبادة والامتثال، وبه قال أَبو حنيفة.
واختلف النقل عن الصحابة على هذا النحو، قال ابن العربى: والأَمر قريب: انتهى بتصرف يسير من القرطبي.
ومعنى الآية: ومن دلائل قدرة الله - تعالى - على إحياء الموتى أَنك ترى الأَرض هامدة يابسة لا نبات فيها، فإذا أنزل الله الماء عليها تحركت بالنبات حين يبدو من بذوره، وارتفعت به بعد خروجه حيث يزداد طولا وعرضًا، ويصير أَشجارا وزروعا تسر الناظرين، وتطعم الآكلين، وتفكه المتفكهين، بعد أَن كانت ميتة هامدة، إِن الذي أَحياها على هذا النحو العجيب لمحيى الموتى، وباعث من في القبور؛ كما أَحياها بعد أَن كانت ميتة، إنه على كل شيء قدير، فآمنوا بالبعث والنشور للإنسان، فما ترونه في النبات والأَشجار بعث ونشور لهما.