للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

٣ - ﴿إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾: هذا هو جواب القسم، فالله ربنا يقسم بكتابه المبين على أنه أنزله قرآنا عربيا بلغتكم يا معشر العرب، وذلك لتتدبروا آياته وتقفوا على معجزاته وأسرار بلاغته، ليدفعكم ذلك ويدعوكم إلى الإيمان والعمل بما جاء فيه، وفي القسم والحلف بالكتاب المبين على أن القرآن الكريم منزل من عند الله دليل على شرف هذا الكتاب وعلو مكانته وهو من الأيمان الحسنة البديعة لتناسب القسم والمقسم عليه.

٤ - ﴿وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾:

أي: وإن القرآن الكريم مثبت عند الله في أصل الكتاب وهو اللوح المحفوظ كما يدل على ذلك قوله - تعالى -: ﴿بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (٢١) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ﴾ (١) ووصف القرآن بأنه في أُم الكتاب للإشارة إلى كمال الحفظ، وعظيم الرعاية، وتمام العناية به، ويؤكد ذلك ويعززه قوله - سبحانه -: ﴿لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ﴾ أي: أنه عندنا في مكان قدسى محاط بكمال التقدير والتعظيم والحفظ، كما أنه رفيع الشأن، جليل القدر، تسمو منزلته بين سائر الكتب المنزلة، لإعجازه واشتماله على عظيم الأسرار ومحكم التشريعات، وجميل السجايا، وكريم الشمائل والأخلاق ﴿حَكِيمٌ﴾ أي: أن القرآن ذو حكمة بالغة أو محكم لا ينسخه غيره، بل هو باق كتاب حُكم وتشريع، وخاتم للكتب، فهو صالح لكل زمان ومكان، كما أنه هو حاكم وشاهدٌ على غيره من الكتب المنزلة بين الصحيح فيها والموضوع، قال تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ﴾ (٢).


(١) سورة البروج الآيتان ٢١، ٢٢.
(٢) سورة المائدة من الآية ٤٨.