ثم تتحدث عن بني إسرائيل وما أَفاء الله عليهم من النبوات والحكمة، وما يسّره لهم من الطيبات، وآتاهم من البينات والآيات فلم يكن منهم إلا الخلاف، والاندفاع في الطغيان والانحراف.
ثم تتجه الآيات إلى نبوّة سيدنا محمد ﷺ وأنها جاءت على منهاج واضح، وشريعة مستقيمة يجب اتباعها، والسلوك على هديها، والبعد عن الأَهواء وسلوك سبيل الطغاة الجاحدين الذين لا يفلتون من عذاب الله، ولا يكونون أَبدا كالذين آمنوا وعملوا الصالحات.
ثم خوّفت الآيات في أسلوب شديد من اتباع الهوى والضلال على علم؛ فيختم على السمع والقلب، ويغشى النظر فلا يكون لصاحبه هداية، ويندفع ضلاله فينكر البعث والجزاء، وإذا تتلى عليه آيات الله ولَّى مستكبرا معرضا عن الاتعاظ والاعتبار خلودا إلى الدنيا، وغرورا بها، وكفرا بالله الذي خلقهم، وأحياهم ثم يميتهم ويجمعهم إلى يوم القيامة لا ريب فيه، وتدعى كل أُمة إلى كتابها لتلقى جزاءَها، فأَما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته، وأَما الذين كفروا فيقال لهم: أَلم تكن آياتى تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم مجرمين. فاليوم جزاؤُكم جهنَّمُ لا تخرجون منها ولا تستعتبون.
ثم تنتهى آيات السورة بإثبات الحمد والكبرياء لله ربِّ السموات والأرض العزيز الحكيم.