- سبحانه - تفضلا منه بأسباب حياتنا، ثم استقاموا على شريعته فامتثلوا أوامره واجتنبوا نواهيه ولزموا محجته فلا يلحقهم ما يخافونه ويكرهونه في الآخرة، ولا يُرَوَّعون؛ لأنهم خافوه - سبحانه - في الدنيا فأمنهم في الآخرة؛ إذ لا يجمع الله على المؤمن خوفين: خوف الدنيا وخوف الآخرة، كما أنه لا يصيبهم حزن ولا أسف على ما خلفوه في الدنيا من مال أو ولد أو جاه، فكل نعيم دون الجنة زائل.
أي: أولئك الذين سمت بهم أعمالهم، وعلت منزلتهم لدى ربهم هم أصحاب الجنة الذين يمكثون فيها أبدًا، ويقيمون بها سرمدًا، يتفضل الله عليهم بهذا النعيم الدائم كفاءً وجزاء على ما كانوا يعملونه - بتوفيق الله - في دنياهم من خير، ويقدمون من برّ، ويبذلون من طاعة.