بدئت الآية بالإشارة إلى ما مر من إضلال أعمال الكافرين، وتكفير سيئات المؤمنين وإصلاح بالهم.
والمعنى: أن إضلال أعمال الذين كفروا بسبب أنهم اتبعوا الباطل وهو الذي لا أصل له أو اتبعوا الباطل وهو الشيطان - قال مجاهد - ففعلوا ما فعلوا من الكفر والصد عن سبيل الله، وأن رعاية المؤمنين بسبب أنهم اتبعوا الحق الذي لا محيد عنه كائن من ربهم، فآمنوا به وعملوا الأعمال الصالحة ﴿كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ﴾ أي: مثل هذا البيان الواضح يبين الله للناس أحوال الفريقين المؤمنين والكافرين وأوصافهما الجارية في الغرابة مجرى الأمثال، وهي اتباع المؤمنين الحق وفوزهم وفلاحهم، واتباع الكافرين الباطل وخيبتهم وخسرانهم.
ويجوز أن يراد بضرب الأمثال التمثيل والتشبيه بأن جعل - سبحانه - اتباع الباطل مثلًا لعمل الكفار، والإضلال مثلًا لخيبتهم، واتباع الحق مثلا لعمل المؤمنين، وتكفير السيئات مثلا لفوزهم.