هذا، والإِسلام بمبادئه وتعاليمه وشرائعه يسمو في كل زمان ومكان على كل شرعة ومنهاج، وذلك عند أصحاب الفطر المستقيمة والقلوب النقية السليمة، كما أنه - كذلك - عند من له أدنى بصر وبصيرة، ولا يضير الإِسلام أن خالفه المخالفون، فهم في واقع أمرهم معترفون في داخلهم، ولكنهم يستكبرون فينكرون، وصدق الله القائل: ﴿فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللهِ يَجْحَدُونَ﴾ (١). (وَكَفَى بِاللهِ شَهِيدًا) هذه تسلية لرسول الله ﷺ ووعد له بأنه - سبحانه - لا محالة سيحقق له ما وعده به من إظهار دينه على جميع الملل والنحل وكفى الله شهيدًا لنبيه ﷺ على ذلك، وشهادته له تكون بإظهار المعجزات على يديه، وقيل:(شهيدًا) على رسالته ﷺ، وفي الآية - على هذا - تسفيه للكفار الذين أبَوا أَن يكتبوا في عقد صلح الحديبية (محمد رسول الله).