وإلينا وحدنا الرجوع للجزاء في الآخرة لا إلى أحد غيرنا استقلالا أو اشتراكًا، يوم تشقق الأرض عنهم سراعًا: يتعلق الظرف بقوله: (وإلينا المصير) أي: وإلينا المرجع والمآب يوم تتصدع الأرض، وتنشق عن أجسامهم البالية فيخرجون منها مسرعين إلى الداعى بلا نوان ولا تأخير، (ذلك حشر علينا يسير) أي: ذلك الحشر، وهذا الجمع هين علينا يسير مع شدة التفرق، وتباعد القبور وتناثر الاشلاء أو تحولها إلى تراب، لا يشق علينا، لا يقدر عليه غيرنا.
هذه الآية تختم سورة (ق) بما يسلى الرسول ﷺ ويسرى عنه همَّه، ويهدد المشركين ويحذرهم عواقب الكفر والتكذيب.
والمعنى: نحن أعلم بما يقول هؤلاء الكفار من نفى البعث، وتكذيب الآيات الناطقة به، وغير ذلك مما لا خير فيه، فلا تعبأ بقولهم، ولا تبتئس من أحوالهم، فما عليك إلاَّ البلاغ وما أنت عليهم بمتسلط تقهرهم على الإيمان، وتقسرهم على التصديق، ولا من مهمتك ذلك (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ) أي: فحذِّر وخوّف بالقرآن من يخاف العقاب ويخشى العذاب فيسمع لك، ويستجيب لدعوتك إشفاقًا من الوعيد، ورجاء في الوعد، وطمعًا في رحمة الله …