مِنْ دَافِعٍ﴾ فكأنَّمَا صدع قلبي، وفي رواية فأَسلمت خوفًا من نزول العذاب، وما كنت أظنّ أن أقوم من مقامي حتّى يقع بي العذاب. والمعنى: ليس له دافع يدفعه عنهم إذا أراد الله بهم ذلك.
يحكي القرآن بعض التغيرات الكونية والآيات الإلهية التي تحدث في يوم القيامة فيقول: ﴿يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا﴾ ويوم: ظرف للعذاب الواقع الذي ليس له دافع أي: يقع ذلك العذاب ويحدث يوم تضطرب السماء اضطرابًا شديدًا، وتدور كالرّحى ويموج بعضها في بعض، ولمّا ذكر من مشاهد يوم القيامة ما يحدث للسماء ذكر ما يحدث للأرض فقال: ﴿وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا﴾ أي: وتنتقل الجبال من مقارِّها وتتحرك تحركًا ظاهرًا، وتذهب فتصير هباءً منبثًّا وتُنسفُ نسفًا، والإتيان بالمصدرين في (مَوْرًا وسَيْرًا) للإيذان بغرابتهما وخروجهما عن الحدود المعهودة والأعراف المألوفة؛ لأن ذلك من أحوال يوم القيامة، أي: تمور السماء مورًا عجيبًا، وتسير الجبال سيرًا غريبًا لا يدرك كنههما.
﴿يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا﴾ أي: يوم يُدفعون إلى جهنَّم دفعًا عنيفًا بأن تُغلّ أَيديهم إلى أعناقهم وتُجمع نَوَاصِيهم إلى أقدامهم فيُدفَعُون إلى النَّار دفعًا على وجوههم.