ومن العرب من كان يعظمها ويعتقد تأثيرها في العالم، ويزعمون أنها تقطع السَّماء عرْضًا، وسائر النجوم تقطعها طولا، ويتكلمون على المغيبات عند طلوعها، ولكن هذا الفريق من العرب كان لا يعبدها ويقتصر على تعظيمها.
وجاء في هامش المنتخب الذي أصدره المجلس الأعلى للشئون الإِسلامية - جاء فيه - أَن قدماءَ المصريين كانوا يعبدونها أيضًا، لأن ظهورها من جهة الشرق حوالي منتصف شهر يوليو قُبَيْلَ شروق الشمس متفق مع زمن الفيضان في مصر الوسطى، أي: مع أهم حادث في العام عندهم.
ولما كانت الشعرى لا تظهر قبيل شروق الشمس إلَّا مرة واحدة في العام، فلهذا جعلوا ظهورها أول العام الجديد. انتهى بتصرف يسير.
وصف القرآن الكريم عادًا المهلكة بأنَّها الأولى، والمراد من هذا الوصف: أنَّها أولى الأمم هلاكًا بعد قوم نوح - كما قاله جمهور المفسرين.
وقال الطبري: وصفت بالأولى لأن في القبائل عادًا الأُخرى، هي قبيلة كانت بمكة مع العماليق، وقال المبرد: عاد الأخرى هي ثمود، وقيل غير ذلك.
والمعنى: وأنه - تعالى - أهلك عادا الأولى لتكذيبهم رسولهم وبقائهم على الشرك بالله، وأهلك ثمودًا فما أبقى أحدا من كفارهما، وأهلك كفار قوم نوح من قبل إهلاك عاد وثمود، لأنهم كانوا أشد منهما ظلما للحق ولأنفسهم، وأشد منهما طغيانًا، فإن نوحًا ﵇ مكث يدعوهم إلى الحق ألف سنة إلَّا خسمين عامًا، فلم يؤمن منهم سوى من ركبوا سفينته، فهم الذين نجوا من الإهلاك بالطوفان.