أي: إن ما ذكر في تلك السورة وقصصناه عليك لهو محض اليقين وخالصه، وقال قتادة في هذه الآية: إن الله ليس بتارك أحدًا من الناس حتى يقفه على اليقين من هذا القرآن فأمّا المؤمن فأيقن في الدنيا فنفعه ذلك يوم القيامة، وأمّا الكافر فأيقن يوم القيامة حين لا ينفعه اليقين.
﴿فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ﴾: هذا ترتيب (١)، أمر بالتسبيح؛ لأن ما ورد في هذه السورة الكريمة يُوجب أن يُنَزّه الله - تعالى - عما لا يليق مما ينسبه الكفار إليه، سواءٌ كان ذلك منهم قولًا أو عملًا أو حالًا ﴿تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا﴾. أخرج الإِمام أحمد وأبو داود وابن ماجة والحاكم وصححه، وغيرهم عن عقبة بن عامر الجهني قال: لما نزلت على رسول الله ﷺ ﴿فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ﴾ قال: "اجعلوها في ركوعكم" ولما نزلت ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ قال: "اجعلوها في سجودكم" والله أعلم.
(١) كما تشير إليه الفاء في قوله تعالى: ﴿فَسَبِّحْ﴾.