٢ - ذكرت بعضًا من أسمائه - تعالى - التي تدل علي تفرده وتوحده، فهو الأول بلا ابتداء والآخر بلا انتهاء، وأنه الظاهر بقدرته وآثاره، الباطن الذي لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، وأنه له ملك السموات والأرض خلقًا وإبداعًا، وأنه العليم بكل ما يلج في الأرض، ويعلم كذلك ما يخرج منها، وما ينزل من السماء وما يعرج فيها، وأن الأمور كلها راجعة إليه وحده ﴿وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾.
٣ - تدعو السورة الكريمة إلى الإيمان بالله ورسوله، وتنعى علي الكافربن عدم الإيمان مع أن الرسول ﷺ يدعوهم ويذ كرهم بما أخذه الله علي عباده من المواثيق: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ﴾ فضلًا عمَّا لهم من عقول بها يميزون الصحيح عن الفاسد.
٤ - كما تحدثت عن طلب الإنفاق والحث عليه والبذل في سبيل الله ﴿وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾.
٥ - تعرضت السورة لذكر الفريقين: فريق الجنة، وفريق السعير.
فأما الفريق الأول فيسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم ليهديهم الصراط المستقيم - فيدخلون الجنة.
أما الفريق الضال فإنه لا نور له ويحال بينه وبين نور المؤمنين فلا يستطيع اللحاق بهم ويسخر منهم فيقال لهم: ﴿ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا﴾ فلا يستطيعون الرجوع إلى الدنيا ليعملوا بعمل المؤمنين حتى يلحقوا بهم.
٦ - مثلت السورة الكريمة الدنيا وما فيها من متاع زائل ولهو ولعب وتفاخر وتكاثر في الأموال والأولاد، مثلتها بالزرع الذي سقاه المطر الوابل حتى نضر وأينع وأُعجب به الزُّرَّاع ثم يصيبه الذبول والضمور حتى يصير هشيمًا تذروه الرياح، وكذلك أمر الدنيا تتزين وتأخذ زخرفها حتى يظن أهلها أنهم قادرون عليها فيأتيها أمر الله ليلًا أو نهارًا بالفناء فتصير كالزرع المحصود الذي لم يكن موجودًا بالأمس.