وروي النسائي وابن ماجه والبخاري عن عائشة ﵂ أنها قالت بعد أن نزلت الآية (قَدْ سَمِعَ): الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، لقد جاءت المجادلة إلي النبي ﷺ وأنا في ناحية من البيت ما أسمع ما تقول، فأنزل الله تعالي:(قَدْ سَمِعَ … ) الآيات (١).
والسماع مجاز، أو كناية عن القبول، والسمع والبصر من صفات الله تعالي، وهما غير صفة العلم، فكل المسموعات والمبصرات يعلمه الله تعالي.
وبعض العلماء قال: إنهما كناية عن العلم، وهذا خطأ لما فيه من محو صفتي السمع والبصر وهما في صفاته وأسمائه تعالي:(وَلله الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)، نقل القرطبي عن الحاكم أبي عبد الله قوله: والسمع والبصر من صفات الله كالعلم والقدرة والحياة والإرادة فهما من صفات الذات. لم يزل الله ﷾ متصفا بهما.
والمعني الإجمالي للآية: قد سمع الله - تعالي - قول خولة بنت ثعلبة التي تسألك في حكم ظهار زوجها منها بقوله لها: أنت علي كظهر أمي، وتشتكي إلي الله تعالي لينزل في شأنها حكمها غير الطلاق الذي جعلوه في الجاهلية حكما للظهار، وكانت هذه الشكوي إلي الله - تعالي - بعد أن أفهمها الرسول ﷺ أنه - سبحانه - لم ينزل في شأنه حكما، والله يسمع تحاورها معك - أيها الرسول - وترديدها للشكوي، إن الله عظيم السمع للمسموعات وإن كانت همسا، عظيم البصر للمرئيات وإن كانت دقيقة، فلهذا لم يخف عليه - سبحانه - ما جري بينك وبينها من الحوار.