وتقرر الآيات أَن القرابات وصلات البنوة وغيرها لا تنفع مع كفر، ويوم القيامة يفصل بين المؤمنين والكافرين يوم يفر المرءُ من أَخيه وأُمه وأُبيه، ولن ينفع المؤمن فيه إِلا عمله:(لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ).
ثم تلمح الآيات إِلي أَن اختلاف الدين يقطع الأَنساب ويميت الصلات بين الأَهل والأَقارب، وتسوق طرفًا من أَخبار إِبراهيم ﵇ مع قومه وبراءَته من أَبيه ليكون ذلك هدايا لكل مؤمن وحافزًا له على الاقتداءِ بأَبيه إِبراهيم (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ) الخ.
ثم تخصص الآيات النهي بالذين تمادوا في العناد، وأَمعنوا في الفساد، وتورطوا في موالاة الإِيذاءِ من المشركين، فأَما الذين سالموا وأَمسكوا عن الشر، وحبسوا أذاهم عن المؤمنين فلا بأس من التعامل معهم، والعدل في معاملتهم (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ) الخ.
ثم أَشارت الآيات إِلى قصة امتحان المؤمنات اللائي جئن إِلي الرسول مهاجرات من مكة إِلي المدينة للتأكد من صدق إِيمانهن، وحسن قصدهن. ودعت إِلى التمسك بهن والإِحسان إِليهن، والتعايش معهن بالنكاح حتى ظهر صدقهن، ثم تناولت بيعة النساءِ للرسول، ومشروعيتها وإِمضاءها والدعاء لهن.
وختمت السورة بمثل ما بدئت به من النهي عن موالاة المشركين المغضوب عليهم، واتخاذهم أَولياء، فإِن الله قد غضب عليهم حتى تمكن فيهم اليأس، وانقطع الرجاءُ.