أَي: أَن الله تعالى يأمر أَمين وحيه جبريل ﵇ أَن يقرأَ على رسوله آياتِ الله. القرآن. واضحات جليات تبين لكم الحلال والحرام وما تحتاجون إِليه من أَحكام دينكم (لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّور) المراد من الذين آمنوا المؤمنون بعد إِنزال الذكر، وقبل نزول هذه الآية، أَو من علم سبحانه وقدر أَنهم سيؤمنون، وعلى ذلك يكون المعنى على الأَول، ليخرج الله أَو الرسول (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) أَي: ليحصل لهم ما هم عليه الآن من الإِيمان والعمل الصالح، وعلى الثاني ليخرج من علم الله وقدر أَنه يؤمن (مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) أَي: من أَنواع الضلالات إلى الهدى، ومن ظلمات الكفر والجهل إلي نور الإِيمان والعلم والتعبير بالماضي في قوله سبحانه:(الَّذِينَ آمَنُوا) عمن سيؤمن، باعتبار علمه تعالى وتقديره سبحانه الأَزلي، أَو باعتبار نزول هذه الآية (١)(وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا) وفق ما بُيِّن في تضاعيف ما أَنزل من الآيات الواضحات التي ورد بها بالذكر الحكيم (يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ) أَي: تنساب من بين قصورها الأَنهار الصافية؛ ليكمل لهم النعيم العظيم في دار البقاءِ (خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا) بمعنى أَن مكثهم في تلك الجنات دائم حيث لا يخرجون منها ولا يموتون (قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا) فيه معنى التعجيب والتعظيم لما رزقه الله - تعالى - المؤمنين من الثواب وسائر المطاعم والمشارب، وكل ما لذ وطاب مما تقر به الأَعين، وتطمئن إِليه النفوس، وإِلا لم يكن في الإِخبار بما ذكر ههنا كثير فائدة.