للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أَن اللباس يستر العورات عن النظر كذلك اللَّيل يستركم عن العيون إِذا أَردتم هربًا من عدو، أَو فرارًا من حيوان مفترس، ويختفى فيه الكامن للوثوب على عدوه للتخلص منه، والنجاة من شره، ويتقي به كل من أراد أَلا يُطلع الناس على كثير من أُموره.

١١ - (وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا):

أَي: وقت حياة تُبعثون فيه من نومكم الذي هو أَخو الموت، ولما جعل -سبحانه- النوم موتًا مجازًا جعل -سبحانه- اليقظة حياة كذلك، والنهار زمن هذه الحياة، فهو وقت معاش، يستيقظون فيه ويتقلبون في حوائجهم ومكاسبهم، قال ابن كثير: أَي: جعلناه مشرقًا منيرًا وضيئًا ليتمكن الناس من التصرف فيه، والذهاب والمجيء للمعاش والتكسب والتجارات وغير ذلك.

١٢ - (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا):

وهي السموات السبع جعلها -سبحانه- محكمة متقنة وزينها بالكواكب، ومع اتساعها وارتفاعها لا يسقط منها شيءٌ، ولا تتأَثر بمرور الأَزمان، وتتابع الدهور لشدتها البالغة، والتعبير عن خلقها بالبناءِ مبني على تنزيلها منزلة القباب المضروبة على الخلق عند النظر إِليها.

١٣ - (وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا):

أَي: وخلقنا وأَبدعنا كوكبًا مضيئًا متلأْلئًا، وهو الشمس التي يتوهج ضوؤها لأَهل الأَرض كلهم دائمة الحرارة والتَّوقُّدِ، قال المفسرون: الوهاج: المتوقد الشديد الإِضاءَة ويلتهب من شدته، وقال ابن عباس: المنير المتلألئُ.

١٤ - (وَأَنزَلْنَا مِنْ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا):

أَي: أَنزلنا الماء من السحائب التي أَعصرت، بمعنى قاربت وشارفت أَن تعصرها الرياح فتمطر، ومنه: أَعصرت الجارية: إِذا قاربت أَن تحيض. قال في التسهيل: المعصرات: هي السحب، مأْخوذة من العصر لأَنها تنعصر فينزل الماءُ. قال ابن عباس ومجاهد وقتادة: