للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الكفر والمعاصي؟! والاستفهام للتقرير، والمراد بعاد: أَولاد عاد بن إِرم بن عوص بن سام ابن نوح وهم قوم هود سُمُّوا باسم أَبيهم، كما سمى بنو هاشم هاشمًا.

وقيل لأَوائلهم: عاد الأُولى، ولأَواخرهم: عاد الآخرة، وإِطلاق اسم الأَب على نسله مجاز شائع حتى أُلحق بعضه بالحقيقة.

(إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ): إِرم عطف بيان لعاد زيادة في التعريف بهم، وللإِيذان بأَنهم عاد الأُولى، وهو تسمية لهم باسم جدهم، والأَكثرون على أَنها اسم مدينة عظيمة باليمن، والوصفان لها، والمراد: ذات البناءِ الرفيع، ولقد أَرسل الله إِلى عاد هودًا فكذبوه وخالفوه فنجاه الله ونجى من آمن معه منهم، وأَهلكهم بريح صرصر عاتية "سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا" (١) وذكرت قصتهم في القرآن في غير موضع، وكانوا يسكنون خيام الشعر ذات الأَعمدة التي ترفع عليها -عن قتادة وابن عباس في رواية عطاءِ: المراد: ذات الخيام والأَعمدة.

وقد يراد بذات العماد الوصف لإِرم نفسها، بمعنى أَنها ذات القدود الطويلة، على تشبيه قاماتهم بالأَعمدة، واشتهر أَنه كان طول أَحدهم اثني عشر ذراعًا وأَكثر، وقيل غير ذلك.

(الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ): صفة أُخرى لإِرم، أَي: ليس لهم مثيل في عظم الأَجرام، وقوة البطش في بلاد الدنيا، حتى قيل: كان الرجل منهم يحمل الصخرة، ويلقيها على الحي فيهلك كل من فيه، وهم الذين قالوا؛ "مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً" (٢) وكانوا يسكنون عُمَان وحضرموت من بلاد الأَحقاف (٣).


(١) سورة الحاقة من الآية رقم ٧.
(٢) سورة فصلت، من الآية: ١٥.
(٣) يقال للرمل المعوج: حقف، والجمع: أحقاف.