للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الله له وكمال عنايته به، روى الحافظ ابن عساكر عن مكحول قال: قال النبي : "يَقُولُ الله تعالى: يَابْنَ آدَمَ: قَدْ أَنْعَمْتُ عَلَيْكَ نِعمًا لا تُحْصِي عَدَدَهَا، وَلا تُطِيقُ شُكْرَهَا وَإِنَّ مِمَّا أَنعَمْتَ بهِ عَليْكَ أَنْ جَعَلْتُ لَكَ عَيْنَيْن تَنْظُرُ بِهمَا، وَجَعَلْتُ لَهُمَا غِطَاءً فَانْظُرْ بعَيْنَيْكَ إِلى مَا أَحْلَلْتُ لَك، وإِنْ رأَيْتَ مَا حَرَّمْتُ عَلَيْكَ فأَطْبِقْ عَلَيْهِمَا غِطَاءَهُمَا، وَجَعَلُتْ لَكَ لِسَانًا، وَجَعَلْتُ لَكَ غِلاقًا فَانْطِقْ بِمَا أَمَرْتُكَ وأَحْلَلْتُ لَك، وَإِنْ عُرضَ عَليْكَ مَا حَرَّمتُ عَليْكَ فأَغْلِقْ عَليْكَ لِسَانَكَ، وَجَعَلْتُ لَكَ فَرْجًا، وَجَعَلْت لَهُ سِتْرًا، فأَصِبْ بفَرْجكَ مَا أَحْلَلْتُ لَكَ، فَإِنْ عُرضَ عَلَيْكَ مَا حَرَّمْتُ عَليْكَ فأَرْخ عَلَيْكَ سِتْرَك، ابْنَ آدَمَ: إِنَّكَ لا تَحْمِلُ سُخْطِي وَلا تُطِيق انْتِقَامِي".

(وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ):

أَي: وأَرشدناه إِلى طريق الخير ليسلكه فينجو ويفلح، وبينا له طريق الشر لينأَى عنه ويتجنبه كيلا يهلك، وذلك حتى لا يكون للناس على الله حجة. روي عن قتادة قال: ذُكر لنا أَن النبي كان يقول: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا هُمَا النَّجْدانِ: نَجْدُ الْخَيْرِ، ونَجْدُ الشَّرِّ، فَلِمَ تَجْعَلُ نَجْدَ الشَّرِّ أَحبَّ إِليْكَ مِنْ نَجِدِ الْخَيْرِ؟ ".

وروى عن عكرمة قال: النجدان: الثديان، وهو مروي عن ابن عباس وعلى لأَنَّهُما كالطريقين لحياة الولد ورزقه، أَي: إِن الله يهدي ويرشد الرضيع إِليهما دون إِرشاد أَو دلالة من أَحد.

(فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (١١) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (١٢) فَكُّ رَقَبَةٍ (١٣) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (١٤) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (١٥) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (١٦))