للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المفردات:

(أَلْهَاكُمْ): شغلكم عن طاعة ربكم، من اللهو: وهو الغفلة، ثم شاع في كل شاغل، وخصه العرف بالشاغل الذي يسر المرءَ، وهو قريب من اللعب، ولذا ورد بمعناه كثيرًا، وقال الراغب: اللهو: ما يشغلك عما يعني ويهم.

(التَّكَاثُرُ): التباري في الكثرة والتباهي بكثرة العدد والأَموال والأَولاد.

(زُرْتُمْ الْمَقَابِرَ): مُتُّم ودفنتم في القبور، أَو عددتم الموتى تكاثرًا.

(كَلاَّ): كلمة ردع، أو بمعني حقًّا.

(لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ): لو تعلمون مآلكم علمًا يقينًا لما أَلهاكم التكاثر.

(لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ) أَي: والله لتشاهدُنَّ النار الموقدة: (دار العذاب).

(ثُمَّ لَتَرَوْنَهَا عَيْنَ الْيَقِينِ) أَي: ثم لترونها رؤية يقينية مبعثها المشاهدة والمعاينة.

(النَّعِيمِ): كل ما يتلذذ من مطعم ومشرب ومفرش ومركب وغير ذلك.

التفسير

١ - ٢ - (أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمْ الْمَقَابِرَ):

أي: شغلكم عن الجد والاجتهاد وصرفكم عن العمل للآخرة تَبَاهِيكم بالأَنصار والأَولاد وتفاخركم بالأموال والأحساب والأنساب، والتَّبَارِي في كثرة العدد، بأَن يقول هؤُلاء: نحن أكثر هؤُلاءِ: نحن أكثر، حتى إذا استدعيتم عدد الأحياء صرتم إلى المقابر وانتقلتم إلى ذكر مَن فيها فتكاثرتم بالأموات.

أَخراج ابن أبي حاتم عن أبي بريدة قال: نزلت في قبيلتين من قبائل الأَنصار في بني حارثة وبني الحارث تفاخروا وتكاثروا فقالت إحداهما: فيكم مثل فلان وفلان؟! وقال الآخرون مثل ذلك -تفاخروا بالأحياءِ- ثم قالوا: انطلقوا بنا إلى القبور فجعلت إحدى الطائفتين تقول: فيكم مثلا فلان تشير إلى القبر ومثل فلان؟ وفعل الآخرون مثل ذلك، فأَنزل الله

<<  <  ج: ص:  >  >>