أي أعطاهم الله أجر الدنيا. وهو النصر والغنيمة، وطيب الذكر في الدنيا، ومنحهم ثواب الآخرة الحسن. وهو الجنة والرضوان، والنعيم المقيم.
وقد أخبرت الآية بوقوع الثواب من الله في الآخرة، مع أنه لم يقع بعد، لأَنه في حكم الواقع. فإِنَّ وَعْدَ الله لا يتخلف.
ووصف ثواب الآخرة بالحُسنِ دون ثواب الدنيا؛ لأَن نِعَمَ الدنيا - وإِن عظمت - فهى مشوبة بالكدر. وهي إلى زوال وإن طال الأَجل. أما نِعَمُ الآخرة، فإنها خالصة من جميع الأكدار، دائمة باقية. وكلها حسنة. فلذا وصفها بالحسن دون نعم الدنيا.
﴿وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾: أي يرضى عنهم، ويريد الخير بهم.
ويجوز أن يراد بالمحسنين: هؤلاء الربانيون الذين أحسنوا في أفعالهم حين ثبتوا مع أَنبيائهم، فلم يضعفوا، وأحسنوا في أقوالهم.
ويجوز أن يراد كل من أحسن في أي زمان، وفي أي مكان في القتال وغيره، في حياة الرسل وبعد وفاتهم. وهذا أَنسب؛ لما فيه من ترغيب المؤمنين في تحصيل ما حكى عن الربانيين، من الصفات الحميدة، والأفعال المجيدة، ويدخل هؤلاء الربانيون بالأَوْلى.