للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ﴾.

هذه جملة - تبين حال المنافقين الدائمة، لا في هذا اليوم فقط. أن أنهم يتكلمون بكلمة التوحيد وليس في قلوبهم منه شيء؛ لإضمارهم الكفر والعداوة والبغضاء لأهل الإسلام.

﴿وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ﴾:

أي: والله سبحانه عليم بما انطوت عليه صدورهم من الشر والفساد، وبأن ما قالوه بأفواههم، ليس كائناً في قلوبهم، بل مخالفاً له.

١٦٨ - ﴿الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا … ﴾ الآية.

أي: الذين قالوا في حق إخوانهم في الدين، أو ذوي قرابتهم الذين خرجوا مع المؤمنين وقاتلوا، وقد قعدوا هم عن مشاركتهم والجهاد معهم.

﴿لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا﴾: أي لو أطاعونا في ترك السير مع الرسول والمؤمنين، ما قُتلُوا كما أننا لم نقتل.

وفي ذلك ما يدل على أن المنافقين، حرَّضوا المؤمنين على التخاذل والقعود عن الجهاد.

﴿قُلْ فَادْرَءُوا﴾: أي قل لهم يا محمد: إن كان القعود ينجي من الموت كما تزعمون.

فادفعوا عن أنفسكم الموت الذي كتب عليكم.

﴿إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾: فيما تزعمون من أن الموت لم يقع بكم، لأنكم قعدتكم وجبنتم. قال تعالى ﴿قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا. قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا﴾ (١).


(١) الأحزاب: ١٦، ١٧.