للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٣-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم دخل قبرا ليلا. فأسرج له سراج.

فأخذه من قبل القبلة وقال: «رحمك الله إن كنت لأوّاها تلّاء للقرآن» وكبّر عليه أربعا) * «١» .

١٤-* (عن عبد الله بن عبّاس- رضي الله عنهما- أنّه بات ليلة عند ميمونة زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهي خالته قال: فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأهله في طولها، فنام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتّى إذا انتصف اللّيل أو قبله بقليل، أو بعده بقليل استيقظ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فجلس يمسح النّوم عن وجهه بيده. ثمّ قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران.

ثمّ قام إلى شنّ «٢» معلّقة فتوضّأ منها فأحسن وضوءه، ثمّ قام يصلّي. قال ابن عبّاس: فقمت فصنعت مثل ما صنع، ثمّ ذهبت فقمت إلى جنبه، فوضع يده اليمنى على رأسي وأخذ بأذني اليمنى يفتلها. فصلّى ركعتين، ثمّ ركعتين، ثمّ ركعتين، ثمّ ركعتين، ثمّ ركعتين، ثمّ ركعتين، ثمّ أوتر. ثمّ اضطجع حتّى أتاه المؤذّن فقام فصلّى ركعتين خفيفتين. ثمّ خرج فصلّى الصّبح» ) * «٣» .

١٥-* (عن أبي موسى- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّي لأعرف أصوات رفقة الأشعريّين بالقرآن، حين يدخلون باللّيل، وأعرف منازلهم من أصواتهم، بالقرآن باللّيل. وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنّهار. ومنهم حكيم «٤» إذا لقي الخيل أو قال العدوّ قال لهم: إنّ أصحابي يأمرونكم أن تنظروهم «٥» » ) * «٦» .

١٦-* (عن عائشة أمّ المؤمنين- رضي الله عنها- أنّها قالت: أوّل ما بدأ به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الوحي الرّؤيا الصّالحة في النّوم. فكان لا يرى رؤيا إلّا جاءت مثل فلق الصّبح. ثمّ حبّب إليه الخلاء.

فكان يخلو بغار حراء فيتحنّث فيه (وهو التّعبّد) اللّيالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله. ويتزوّد لذلك. ثمّ يرجع إلى خديجة فيتزوّد لمثلها. حتّى جاءه الحقّ وهو في غار حراء. فجاءه الملك فقال: اقرأ.

قال: «ما أنا بقارئ» قال، فأخذني فغطّني حتّى بلغ منّي الجهد. ثمّ أرسلني فقال: اقرأ. قال: «ما أنا بقارئ» . قال فأخذني فغطّني الثّانية حتّى بلغ منّي الجهد. ثمّ أرسلني فقال: اقرأ فقلت: «ما أنا بقارئ» فأخذني فغطّني الثّالثة حتّى بلغ منّي الجهد. ثمّ أرسلني فقال: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ فرجع بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يرجف فؤاده. فدخل على خديجة بنت خويلد- رضي الله عنها- فقال: «زمّلوني زمّلوني» .


وصححه ووافقه الذهبي.
(١) الترمذي (١٠٥٧) واللفظ له وقال: حديث ابن عباس حديث حسن. وقال محقق جامع الأصول (١١/ ١٤٣) : وهو حديث حسن.
(٢) الشن: القربة.
(٣) البخاري- الفتح (١٨٣) و (٤٥٧٢) . ومسلم (٧٦٣) .
(٤) حكيم: قيل هو صفة لرجل منهم وقيل: هو علم على رجل من الأشعريين. انظر الفتح (٧/ ٥٥٧) ..
(٥) تنظرونهم: تنتظرونهم.
(٦) البخاري- الفتح ٧ (٤٢٣٢) . ومسلم (٢٤٩٩) .