للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فليحلل وليجعلها عمرة» فحلّ النّاس كلّهم، فقال سراقة بن مالك بن جعشم وهو في أسفل المروة: يا رسول الله ألعامنا هذا أم للأبد؟، فشبّك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أصابعه فقال: «للأبد» ثلاث مرّات ...

الحديث» ) * «١» .

٢٣-* (عن جابر أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذهب إلى الصّفا فرقي عليها حتّى بدا له البيت ثمّ وحّد الله عزّ وجلّ- وكبّره وقال: «لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كلّ شيء قدير، ثمّ مشى حتّى إذا انصبّت قدماه سعى، حتّى إذا صعدت قدماه مشى، حتّى أتى المروة ففعل عليها كما فعل على الصّفا حتّى قضى طوافه» ) * «٢» .

٢٤-* (عن يعقوب بن إبراهيم قال حدّثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدّثني عن افتراش رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فخذه اليسرى في وسط الصّلاة وفي آخرها، وقعوده على وركه اليسرى، ووضعه يده اليسرى على فخذه اليسرى، ونصبه قدمه اليمنى، ووضعه يده اليمنى على فخذه اليمنى، ونصبه إصبعه السّبّابة يوحّد بها ربّه- عزّ وجلّ-» ) * «٣» .

٢٥-* (عن أنس بن مالك قال: حدّثني محمود بن الرّبيع عن عتبان بن مالك، قال: قدمت المدينة فلقيت عتبان، فقلت: حديث بلغني عنك.

قال: أصابني في بصري بعض الشّيء، فبعثت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّي أحبّ أن تأتيني فتصلّي فى منزلى، فأتّخذه مصلّى. قال: فأتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ومن شاء الله من أصحابه، فدخل وهو يصلّي في منزلي، وأصحابه يتحدّثون بينهم، ثمّ أسندوا عظم ذلك وكبره «٤» إلى مالك بن دخشم. قالوا: ودّوا أنّه دعا عليه فهلك، وودّوا أنّه أصابه شرّ، فقضى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الصّلاة، وقال: «أليس يشهد أن لا إله إلّا الله وأنّي رسول الله؟» قالوا: إنّه يقول ذلك، وما هو في قلبه. قال: «لا يشهد أحد أن لا إله إلّا الله وأنّي رسول الله فيدخل النّار، أو تطعمه» . قال أنس: فأعجبني هذا الحديث، فقلت لابني: أكتبه. فكتبه» ) * «٥» .

٢٦-* (عن الصّنابحيّ عن عبادة بن الصّامت، أنّه قال: دخلت عليه وهو في الموت، فبكيت، فقال: مهلا «٦» لم تبكي؟ فو الله لئن استشهدت لأشهدنّ لك، ولئن شفّعت لأشفعنّ لك، ولئن استطعت لأنفعنّك. ثمّ قال: والله ما من حديث سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لكم فيه خير إلّا حدّثتكموه إلّا حديثا واحدا، وسوف أحدّثكموه


(١) أحمد (٣/ ٣٢٠) واللفظ له، وأبو داود في كتاب المناسك حديث رقم (١٩٠٥) (باب صفة حجة النبي صلّى الله عليه وسلّم) ، (٢/ ١٨٢- ١٨٦) ، وأصله عند مسلم (١٢١٨) .
(٢) النسائي برقم ٢٩٨٥ (٥/ ٢٤٤) واللفظ له، وأبو داود (١٩٠٥) (باب صفة حجة النبي صلّى الله عليه وسلّم) ، وأصله عند مسلم.
(٣) أحمد (٤/ ٥٧) .
(٤) عظم: أي معظم ومعناه: أنهم تحدثوا وذكروا شأن المنافقين وأفعالهم القبيحة وما يلقون منهم، ونسبوا معظم ذلك إلى مالك.
(٥) مسلم (٥٤) .
(٦) مهلا: أي أنظرني.